کد مطلب:168258 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:256

مقتل علی الاکبر
أمّا أوّل الهاشمیین [1] الذین تقدّموا إلی الشهادة بین یدی الامام أبی عبداللّه الحسین (ع) فهو إبنه علیُّ الاكبر(ع). [2] .


وقد لایسع الواصف الساعی إلی وصفه بما یكشف عن عِظم شأنه وعلّو منزلته وسموّ مقامه إلاّ أن یتمسّك بالوصف الجامع المانع الذی وصفه به أبوه الحسین (ع) حین قال: (غلامٌ أشبه الناس برسول اللّه (ع) خَلقاً وخُلُقاً ومنطقاً!!).

وكان عمره الشریف یومئذٍ علی أعلی الاقوال سبعاً وعشرین سنة، [3] وعلی أقلّها ثمانی عشرة سنة. [4] .


قال الخوارزمی یصف خروج علی الاكبر(ع) إلی قتال القوم: (فتقدّم علیّ بن الحسین، وأمّه لیلی بنت أبی مرّة بن عروة بن مسعود الثقفی، [5] وهو یومئذ ابن


ثمانی عشرة سنة،فلمّا رآه الحسین رفع شیبته نحو السماء، وقال:

أللّهمَّ اشهد علی هؤلاء القوم، فقد برز إلیهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلُقاً ومنطقاً برسولك محمّد(ع)، كنّا إذا اشتقنا إلی وجه رسولك نظرنا إلی وجهه! أللّهمّ فامنعهم بركات الارض، وإنْ منعتهم ففرّقهم تفریقاً، ومزّقهم تمزیقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولاتُرضِ الولاة عنهم أبداً، فإنهم دعونا لینصرونا، ثمّ عدوا علینا یقاتلونا ویقتلونا!.

ثم صاح الحسین بعمر بن سعد: مالك! قطع اللّه رحمك، ولابارك اللّه فی أمرك، وسلّط علیك من یذبحك علی فراشك، كما قطع ترحمی، ولم تحفظ قرابتی، من رسول اللّه (ع)، ثمّ رفع صوته وقراء: (إنّ اللّه اصطفی آدم ونوحاً وآل إبراهیم وآل عمران علی العالمین ذرّیة بعضها من بعض والله سمیع علیم).

ثمّ حمل علیّ بن الحسین وهو یقول:



أنا علیُّ بن الحسین بن علی

نحن وبیت اللّه أولی بالنبی



واللّه لایحكم فینا ابن الدعی

أطعنكم بالرمح حتّی ینثنی



أضربكم بالسیف حتّی یلتوی

ضرب غلام هاشمیّ علوی



فلم یزل یقاتل حتّی ضجّ أهل الكوفة لكثرة من قتل منهم، حتّی أنه روی: أنه علی عطشه قتل مائة وعشرین رجلاً! ثمّ رجع إلی أبیه وقد أصابته جراحات كثیرة، فقال: یا أبة! العطش قد قتلنی!وثقل الحدید قد أجهدنی! فهل إلی شربة من ماءٍ سبیل؟ أتقوّی بها علی الاعداء!

فبكی الحسین وقال: یا بُنیّ! عزّ علی محمّد، وعلی علیّ، وعلی أبیك، أن تدعوهم


فلایجیبونك، وتستغیث بهم فلایُغیثونك، یا بُنیّ هاتِ لسانك.

فأخذ لسانه فمصّه! ودفع إلیه خاتمه وقال: خُذ هذا الخاتم فی فیك، وارجع إلی قتال عدوّك، فإنی أرجو أن لاتمسی حتّی یسقیك جدّك بكأسه الاوفی شربة لاتظماء بعدها أبداً!

فرجع علیّ بن الحسین إلی القتال،وحمل وهو یقول:



الحربُ قد بانت لها حقائق

وظهرت من بعدها مصادق



واللّه ربِّ العرش، لانفارق

جموعكم أو تُغمد البوارقُ



وجعل یُقاتل حتّی قتل تمام المائتین! ثمّ ضربه منقذ بن مُرّة العبدی [6] علی مفرق رأسه ضربة صرعه فیها، [7] وضربه الناس بأسیافهم، فاعتنق الفرس، فحمله


الفرس إلی عسكرعدوّه! فقطّعوه بأسیافهم إرباً إرباً! فلمّا بلغت روحه التراقی نادی بأعلی صوته: یا أبتاه! هذا جدّی رسول اللّه (ع) قد سقانی بكأسه الاوفی شربة لا أظماء بعدها أبداً! وهو یقول لك: العجَل! فإنّ لك كأساً مذخورة!

فصاح الحسین: قتل اللّه قوماً قتلوك یا بُنیّ! ما أجرأهم علی اللّه وعلی انتهاك حرمة رسول اللّه (ع)! علی الدنیا بعدك العفا.

قال حمید بن مسلم: لكأنّی أنظر إلی امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس طالعة، تنادی بالویل والثبور، تصیح: واحبیباه! واثمرة فؤاداه! وا نورعیناه! فسألت عنها فقیل: هذه زینب بنت علی! [8] ثمّ جاءت حتّی انكبّت علیه، فجاء إلیها الحسین حتّی أخذ بیدها وردّها إلی الفسطاط، ثمّ أقبل مع فتیانه إلی ابنه فقال: إحملوا أخاكم. فحملوه من مصرعه حتّی وضعوه عند الفسطاط الذی یقاتلون أمامه). [9] .




ویقول السیّد المقرّم فی كتابه المقتل: [10] (فأتاه الحسین (ع) وانكبّ علیه واضعاً خدّه علی خدّه! [11] وهویقول:

علی الدنیا بعدك العفا! ما أجرأهم علی الرحمن وعلی انتهاك حرمة الرسول!؟ [12] یعزُّ علی جدّك وأبیك أن تدعوهم فلا یجیبونك، وتستغیث بهم فلا یغیثونك!

ثمّ أخذ بكفّه من دمه الطاهر ورمی به نحو السماء، فلم یسقط منه قطرة! وفی هذا جاءت زیارته:


(بأبی أنت وأمیّ من مذبوح ومقتول من غیر جرم، بأبی أنت وأمّی، دمك المرتقی به إلی حبیب اللّه، بأبی أنت وأمّی من مقدّم بین یدی أبیك یحتسبك، ویبكی علیك محترقاً علیك قلبه، یرفع دمك الی عنان السماء لایرجع منه قطرة، ولاتسكن علیك من أبیك زفرة.). [13] .

ولعلیٍّ الاكبر(ع) سلام فی زیارة الناحیة المقدّسة كاشف عن منزلته السامیة ومقامه الشامخ، فقد ورد السلام علیه فیها هكذا:

(السلام علیك یا أوّل قتیل من نسل خیر سلیل، من سلالة إبراهیم الخلیل، صلّی اللّه علیك وعلی أبیك، إذ قال فیك: قتل اللّه قوماً قتلوك یا بُنیَّ! ما أجرأهم علی الرحمن،وعلی انتهاك حرمة الرسول!؟ علی الدنیا بعدك العفا! كأنّی بك بین یدیه ماثلاً، وللكافرین قاتلاً قائلاً:



أنا علیُّ بن الحسین بن علی

نحن وبیتِ اللّه أولی بالنبی



أطعنكم بالرمح حتّی ینثنی

أضربكم بالسیف أحمی عن أبی



ضرب غلام هاشمیّ عربی

واللّهِ لایحكم فینا ابن الدعی



حتی قضیت نحبك، ولقیت ربّك، أشهد أنك أولی باللّه وبرسوله، وأنّك ابن رسوله، وحجّته وأمینه، وابن حجّته وأمینه، حكم اللّه علی قاتلك مُرّة بن منقذ بن النعمان العبدی،لعنه اللّه وأخزاه ومن شركه فی قتلك، وكانوا علیك ظهیراً، أصلاهم اللّه جهنم وساءت مصیراً، وجعلنا اللّه من ملاقیك، ومرافقی جدّك وأبیك وعمّك وأخیك، وأمّك المظلومة، وأبرء إلی اللّه من أعدائك أولی الجحود، والسلام علیك ورحمة اللّه وبركاته.). [14] .



[1] هناك ثلاثة اقوال في هذا الصدد:

1- العباس بن علي بن ابي طالب: ذهب الي هذا القول الشعبي (راجع: تذكرة الخواص: 230).

2- عبدالله بن مسلم بن عقيل عليه السلام: ذهب اليه السروري في المناقب 105:4 و الصدوق في الامالي: 226، وابن فتال في روضة الواعضين: 118، والحائري في تسلية المجالس 302:2.

3- علي الاكبر عليه السلام: ذهب اليه اكثر المورخين كابن الاثير في الكامل 293:3، والمفيد في الارشاد 106:2، والبلاذري في انساب الاشراف 406:3، وابي الفرج في مقاتل الطالبيين:86، والاندلسي في جمهرة انساب العرب: 267 و السيد في اللهوف: 166، والطبرسي في اعلام الوري 462:2، والدينوري في الاخبار الطوال: 256، وابن نما في مثير الاحزان: 68، و عشرات الكتب الاخري تركناها رعاية الاختصار.

ويويده ما ورد في زيارة الناحية المقدسة من السلام عليه: «السلام عليك يا اول قتيل من نسل خير سليل من سلالة ابراهيم الخليل». (راجع: البحار: 65:45).

[2] المصرحون بانه هو الاكبر: ابن سعد في طبقاته (ترجمة الامام الحسين عليه السلام و مقتله؛ - من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد - تحقيق السيد عبدالعزيز الطباطبائي:73)، وابن فندق في لباب الانساب 349:1، و ابن كثير في البداية و النهاية: 191:8، والطبري في تاريخه: 330:3، و ابو الفرج الاصبهاني في مقاتل الطالبيين: 86، والدينوري في الاخبار الطوال: 256، و ابن الاثير في الكامل: 298:3، وابن الجوزي في تذكره الخواص: 229، والديار بكري في تاريخ الخميس: 298:2، وابن الحنبلي في شذرات الذهب: 61:2، والمجدي العلوي في المجدي:91، والبلاذري في انساب الاشراف: 406:3، والاندلسي في جمهرة انساب العرب: 267، والفخر الرازي في الشجرة المباركة: 72، و الفضيل بن الزبير الكوفي الاسدي في: تسمية من قتل مع الحسين: 150، والطبراني في مقتل الحسين: 38، وابن شهر آشوب في المناقب:109:4، والذهبي في سير اعلام النبلاء: 321:3، والمسعودي في مروج الذهب: 61:3، والذهبي ايضاً في تاريخ الاسلام (حوادث سنة 61، ص 21) والزرندي في نظم درر السمطين: 218، واليافعي في مرآة الزمان: 131:1، واليعقوبي في تاريخه: 94:2، واليماني في النغمة العنبرية: 45، و العقيقي كما في الحدائق الوردية: 116، وابو نصر في سر السلسلة العلوية: 30، وابن ادريس في السرائر: 657:1، والشهيد الثاني في الدروس: 11:2.

ومن الادلة علي ذلك:

1- ان علي بن الحسين عليه السلام المقتول بكربلاء مع ابيه عليه السلام ولد سنة ثلاث و ثلاثين من الهجرة النبوية علي قول الواقدي (راجع: عمده المطالب: 192 ومقتل الحسين عليه السلام للمقرّم: 255)، وان الامام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام ولد سنة ثماني و ثلاثين من الهجرة، وبعض النصوص تصرح بان عليا الشهيد عليه السلام ولد في امارة عثمان (راجع: السرائر: 654:1 و مقاتل الطالبيين: 86).

2- يروي المورخون ان الامام زين العابدين عليه السلام حينما ساله الطاغية ابن الطاغية يزيد: ما اسمك؟ قال: علي بن الحسين. قال: اولم يقتل الله علي بن الحسين!؟ قال عليه السلام: قد كان لي اخ اكبر مني يسمي عليا فقتلتموه (راجع: مقاتل الطالبيين: 119-120 و نسب قريش: 58).

ولايخفي علي الباحث والمتتبع الخبير بان النصوص التي تصرح بانه الاكبر اضعاف النصوص التي لاتقول بذلك، فان علماء النسب هم اعرف بهذه الصنعة حين قالوا بانه الاكبر، ولا ادري ما هذا الاصرار عند البعض بان الامام زين العابدين عليه السلام كان اكبر منه؟

يقول المرحوم ابن ادريس اعلي الله مقامه الشريف: واي غضاضة تلحقنا واي نقص بدخل علي مذهبا اذا كان المقتول عليا الاكبر، و كان علي الاصغر الامام المعصوم بعد ابيه الحسين عليه السلام، فانه كان لزين العابدين عليه السلام يوم الطف ثلاث و عشرون سنة، و محمد ولده الباقر عليه السلام له ثلاث سنين و اشهر، ثم بعد ذلك كله فسيدنا و مولانا اميرالمومنين علي بن ابي طالب عليه السلام كان اصغر ولد ابيه سنا ولم ينقصه ذلك.

وقال ايضا: والاولي الرجوع الي اهل هذه الصناعة وهم النسابون واصحاب السير والاخبار والتواريخ، مثل الزبير بن بكار في كتاب انساب القرشيين، وابي الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين، و البلاذري، و المزني صاحب كتاب لباب اخبار الخلفاء، والعمري النسابة حقق ذلك في كتاب المجدي فانه قال: وزعم من لابصيرة له ان عليا الاصغر هو المقتول بالطف وهذا خطا ووهم. (المجدي: 91)، والي هذا ذهب صاحب كتاب الزواجر و المواعظ، وابن قتيبة في المعارف، و ابن جرير الطبري المحقق لهذا الشان، وابن ابي الازهر في تاريخه، وابوحنفيه الدينوري في الاخبار الطوال، و صاحب كتاب الفاخر، مصنف من اصحابنا الامامية، وابوعلي بن همام في كتاب الانوار في تواريخ اهل البيت و مواليدهم، و هو من جملة اصحابنا المصنفين المحققين، فهولاء جميعا اطبقوا علي هذا القول و هم ابصر بهذا النوع. (راجع: السرائر: 655:1 -656).

و عن الشهيد الاول في الدروس 11:2:«و هو الاكبر علي الاصح».

و قال البيهقي في لب الانساب 349:1: «اختلف النسابون في ان المقتول علي الاكبر ام الاصغر، فاتفق اكثر العلماء علي ان المقتول بكربلاء علي الاكبر».

[3] راجع:مقتل الحسين عليه السلام للمقرم: 255.

[4] راجع: مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 34:2، و الارشاد للمفيد: 106:2، و اعلام الوري للطبرسي: 464:1، وتسلية المجالس: 310:2، و شرح الاخبار للقاضي نعمان: 152:3.

نعم، هناك بعض المصادر تصرّح بان عمره حينما قتل عليه السلام كان سبع عشر سنين(راجع: منتخب الطريحي: 443) وقد تفرد بذلك.

و قال الشيخ ابن نما (ره) في مثير الاحزان: 68 «وله يومئذ اكثر من عشر سنين» و هو قول شاذ كما تري!

وصرح السيد محسن الامين العاملي بان عمره كان يومذاك تسع عشرة سنة. (راجع: لواعج الاشجان: 150).

[5] قال المرحوم الشيخ القمي: «عروة بن مسعود هو احد السادة الاربعة في الاسلام، و احد رجلين عظيمين في قوله تعالي حكاية عن كفار قريش: «وقالوا لو لانزل هذا القرآن علي رجل من القريتين عظيم». وهو الذي ارسلته قريش للنبي صلي الله و عليه و آله يوم الحديبيه، فعقد معه الصلح و هو كافر، اسلم سنة تسع من الهجرة بعد رجوع المصطفي صلي الله و عليه و آله من الطائف، واستاذن النبي صلي الله و عليه و آله في الرجوع لاهله، فرجع و دعا قومه الي الاسلام، فرماه واحد منهم بسهم و هو يوذن للصلاة فمات، فقال رسول الله صلي الله و عليه و آله لما بلغه ذلك: مثل عروة مثل صاحب يس دعا قومه الي الله فقتلوه، كان في شرح الشمائل المحمدية في شرح صلي الله و عليه و آله: و رأيت عيسي بن مريم، فاذا اقرب من رايت به شبها عروة بن مسعود.» (نفس المهموم: 307).

وروي الجزري في اسد الغابة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله وعليه و آله: اربعة سادة في الاسلام: بشر بن هلال العبدي، وعدي بن حاتم، وسراقة بن مالك المدلجي، وعروة بن مسعود الثقفي (اسد الغابة: 191:1) و ذكر المحقق القرشي نقلاعن (نسب قريش: 57) ان عمر بن سعد بعث رجلا من اصحابه فنادي علي الاكبر عليه السلام قائلا: ان لك قرابة باميرالمومنين - يعني يزيد - و نريد ان نرعي هذا الرحم، فان شئت آمناك!

فسخر منه علي بن الحسين عليه السلام و صاح به: لقرابة رسول الله احق ان ترعي! (راجع: حياة الامام الحسين بن علي عليهما السلام: 244:3).

ولايخفي علي عارف ان المراد بقولهم: ان لك رحما باميرالمومنين يزيد لعنه الله هو رحم ميمونة بنت ابي سفيان بن حرب، فهي ام ليلي بنت ابي مره بن عروة بن مسعود الثقفي (راجع: تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام: 150، والشجرة المباركة للفخر الرازي: 73، و عيون الاخبار لابن قتيبة: 99، و مقتل الحسين عليه السلام للمقرم: 256).

وقد ورد في بعض المصادر - خلافا للمشهور - ان اسم ام علي الاكبر آمنة، كما ورد ذلك عن ابن سعد في طبقاته (راجع: ترجمة الامام الحسين عليه السلام و مقتله من القسم غيرالمطبوع من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد تحقيق السيد عبدالعزيز الطباطبائي: 73) كما ورد هذا ايضا عن عبدالله بن مصعب الزبيري في كتاب (نسب قريش: 57) ولم يجزم به.

[6] في كتاب ذوب النضار: 119 «وبعث - اي المختار - الي قاتل علي بن الحسين عليه السلام وهو مرة بن منقذ العبدي، و كان شيخا، فاحاطوا بداره، فخرج و بيده الرمح و هو علي فرس جواد، فطعن عبيد الله بن ناجية الشبامي فصرعه، ولم تضره الطعنة، و ضربه ابن كامل بالسيف فاتقاها بيده اليسري، فاشرع فيها السيف، و تمطرف به الفرس فافلت، ولحق بمصعب بن الزبير، وشلت يده بعد ذلك».

[7] في ارشاد المفيد (ره): 2:106 - «..فشد علي الناس و هو يقول:



انا علي بن الحسين بن علي

نحن و بيت الله اولي بالنبي



تالله لايحكم فينا ابن الدعي

اضرب بالسيف احامي عن ابي



ضرب غلام هاشمي قريشي

ففعل ذلك مرارا، واهل الكوفه يتقون قتله! فبصر به مرة بن منقذ العبدي فقال: علي آثام العرب ان مر بي يفعل مثل ذلك ان لم اثكله اباه. فمر يشتد علي الناس كما مر في الاول، فاعترضه مرة بن منقذ فطعنه فصرع، واحتواه القوم فقطعوه باسيافهم!».



و قال ابن آشوب السروي في المناقب: 109:4 «فطعنه مرة بن منقذ العبدي علي ظهره غدرا، فضربوة بالسيف! فقال الحسين عليه السلام: علي الدنيا بعدك العفا! وضمه الي صدره واتي به الي باب الفسطاط، فصارت امه شهربانويه ولهي تنظر اليه و لاتتكلم!».

وفي نفس المهموم: 311 نقلاعن روضة الصفا «رفع الحسين عليه السلام صوته بالبكاء ولم يسمع احد الي ذلك الزمان صوته بالبكاء!».

و من الجدير بالذكر ان نقول هنا: ان حضور ام علي الاكبر عليهم السلام في كربلاء لم يرد في نص نثق به اصلا! هذا اولا.

و ثانيا فان قول ابن شهر آشوب ان ام علي الاكبر عليهما السلام هي شهربانويه من غرائب ما تفرد به في كتابه المناقب، ولاشك ان اسمها عليهما السلام حسب ما ذكرته النصوص والتواريخ المعتبرة هي ليلي بنت ابي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، كما قدمنا من قبل.

[8] في اللهوف: 166 «قال الرواي: وخرجت زينب ابنة علي تنادي: يا حبيباه! يا ابن اخاه! و جاءت فاكبت عليه، فجاء الحسين عليه السلام فاخذها وردها الي النساء»، وانظر: الارشاد 107:2 و تاريخ الطبري: 331:3.

[9] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 2: 34-36، وانظر: الارشاد: 2: 106-107 و تاريخ الطبري: 3: 330-331، و الدر النظيم: 555، والاخبار الطوال: 256، و تذكرة الخواص: 230، و اعلام الوري: 464:2، و تسلية المجالس: 310:2، و مقاتل الطالبيين: 86.

وقد روي ابوالفرج الاصبهاني ان هذه الابيات قيلت في علي بن الحسين الاكبر:



لم تر عين نظرت مثله

من محتف يمشي ومن ناعل



يغلي نئي اللحم حتي اذا

انضج لم يغل علي الاكل



كان اذا شئت له ناره

اوقدها بالشرف القابل



كيما يراها بائس مرمل

او فرد حي ليس بالاهل



اعني ابن ليلي ذا السدي والندي

اعني ابن بنت الحسب الفاضل



لايوثر الدنيا علي دينه

ولايبيع الحق بالباطل.

[10] مقتل الحسين عليه السلام للمقرم: 260.

[11] انظر ايضا: اللهوف: وقال ادريس عماد الدين القرشي (ت:872 ه): «فاخذه الحسين عليه السلام فضمّه اليه، فجعل يقول له يا ابتي! هذا رسول الله صلي الله وعليه و آله يقول لي: عجل بالقدوم علينا... ولم يزل كذلك علي صدره حتي مات، فلمّا نظر اليه ميتا قال: علي الدنيا من بعدك العفا.». (عيون الاخبار و فنون الاثار: 108- دار التراث الفاطمي - بيروت).

[12] انظر ايضا: تاريخ الطبري: 330:3.

[13] انظرايضا: كامل الزيارات: 253 باب 79 رقم 21- نشر مكتبة الصدوق.

[14] راجع: البحار: 45: 65-66.